lundi 24 décembre 2018





* محِبْ البشرحتّى في فَتْرَةِ آلامِهِ*
لِنَقُلْ إنَّ الشُّرطَة قُبِضتْ عليْكْ بِتُهْمَةٍ (عالعِلْمْ أنَّكَ بَريءْ مِنْ هذهِ التُّهْمَةِ و سَتَدْفَعْ ثَمنْ فعْلْ شَخْص آخرْ)، و أُصْدِرَ علَيْكَ الحُكْمْ بلإعدام أوْ المَوْت البَطيئْ ..يتِمْ تَعْذيبُكَ و جَرْحُكَ الى أنْ تَمُوت.
بِمُجرَّدِ التّفْكيرِ في هذهِ اللَّحظاتْ أوّلُ الأشياء التي سَتَخطُرُ على فِكْرِكَ و هِيَ "كيف سأهْرُبْ" .هذِه الفَتراتْ هيَ فتراتْ "الأنا" أي كلُّ شيئٍ سَتُفَكِّرُ فيه هو أنا : كيف سأهرُبْ / اذا لم أهرُبْ ..ماهي أنواع ااتعذيب التي سأُواجِهُها؟ و كيف؟ الى متى سأتحمّلْ هذا الألام؟ الخ.. 
و بقولك في نفسك : كم أريد الإنتقام منهم و و ضربهم الي الموت. و ستقول في نفسك الكثير و سيعِمُّ الغضب على كامل كيانك 
يعني محوَرْ القصّة هو "أنتْ" و لا غيرُكْ .
اذن انت الأن هُنا و أنت محور القضيّة و سيتم تعذيبك ،سيتم جلدك 40 جلدة و تتِمُّ إهانتُك بالبزقِ و الضَّربْ على الوجْهِ و الشّتْمْ و اللّعنة و الكثير مِنَ التّعابير التّي تُظْهِرْ الكراهيّة لَكَ و بعلمك المسبق أنَّهُمْ سيَحرِقون جثَّتَك بَعد أن تَمُوتْ و هذا سيُكَوِّنْ لكَ الكثير و الكثير من الحقد و الكراهيّة لهُمْ ، الى درجة الإنتقام و القتل المُماثِلْ أو أكثَرْ. 
تخيَّلْ بعدَ كُلِّ هَذا ..و تاجٌ مِنَ الشَّوْكِ مغروُسٌ فِي رأسِكَ و أنْتَ تَنْزٍفُ دَمًا ... و سيتِمُّ غرس مسامير بطول أكثر مِنْ 10سنتيمترات أسفَلِ ساقَيْكْ و كذلِكَ في كفَّيْ يدَيْكْ .المسامير ثبّتتك على الصليب و أنت مُعَلَّقٌ الآن على خشبةٍ و ستبقى هكذا تنْزِف و تتألَّمُ لأكْثَرِ مِنْ 4 ساعات و أكثَرُ مِنْ هذا أنّ الآلام يزداد أكثر عندما يخرج الدم و عندما يخرج الدَّمْ يزدَادُ جَسَدُكَ ضُعْفًا و عِندمَا يَضْعُفْ أكثَرْ يَثْقُلُ جَسَدُكَ أكثَرْ على الصّليبْ و تَذُوقُ آلامًا أكثَرَ مِنْ قَبْلْ ،من جهة على مستوى الجسد و من جهة أخرى على المستوى النفسي و هذا الشّعُور هُوَ الأسوأْ و الأرْدَأْ و الخوفُ الذي تحْضُنُهُ و الكرهُ الذي يزداد و العجز الذي تختبِرُهُ فِي تِلْكَ اللّحْظَة.
كلُّ ما تراهُ و تحسُّهُ في تلك الفترة الأليمَة هُوَ شيئ مروّع ،مرعِبْ و مُخيفْ
و الكمْ الذي تملكه من الدّاخلْ للإنتِقام...

الذي سردْتُهُ الآن ليس بِمجرَّدِ أسطورة ..أو خرافة لانّ هذا يحدث لملايين من البشر في العالم 
و كان ابن اللّه واحِدًا مِنْ هؤلاء الذي رُفِعُوا على الصّليبْ و الذي تألّم و عُذِّبَ مِثلَما ذَكَرتُ تمامًا.
لَكِنَّ المُميِّزَ في يسوع أنَّهُ رَغْمَ الألامْ و كلُّ ما حَدَثَ لَهُ أنّهُ لَمْ يُفَكِّرْ فِي نَفسِهِ و لَوْ لحْظةْ بلْ كانتْ لَهُ القُدْرَة الكافية للتَفكيِرِ في الآخَرينَ طَالِبًا لهُمْ الغُفْرانْ بقولِهِ: 
" يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" ( لوقا 23: 34).

هذه المقولة للشعب الذي ارتكب خطيّة و جعله يتالَّمْ على الصّليب بدون أيْ تُهمة 
ليس هناك أيُّ انسانٍ في وسطِ لآلامِهِ و مِحْنَتِهِ يقولُ هذَا...الّا الذِي أحبّ العالَمَ و مَات مِن أجْلِ خطاياهِمْ ،بإرادَتِهِ 
هلْ سَتَغْفِرُ لَهُمْ لَوْ كُنْتَ مكانَهُ؟ هلْ سَتُحِبُّهُمْ لو وضعوُكَ على خشَبَةِ الآلام؟
-ما كتبت يداي-

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire